أحكام الطهارة في الإسلام: الماء أصلها وأنواعه الشرعية
أكدت الدكتورة وسام الخولي، أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الماء هو الأساس في عملية التطهير، مشيرة إلى الأهمية الكبيرة التي يوليها الإسلام للطهارة. فالطهارة ليست مجرد نظافة جسدية، بل هي المدخل الأول للطهارة القلبية والروحية، وأولى مراتبها تبدأ بتطهير الجسد والظاهر.
"الماء المطلق": أساس الطهارة
أوضحت أمينة الفتوى أن أداة الطهارة الأساسية هي "الماء المطلق". هذا النوع من الماء هو الذي لم يتغير أي من صفاته الأساسية — لونه أو طعمه أو رائحته — بسبب إضافة شيء يخرجه عن طبيعته الأصلية، مثل ماء الورد أو ماء الزعفران. وشددت على أن هذا الماء "طاهر في نفسه، ومطهر لغيره"، لذا فهو جائز للاستخدام في الوضوء، الغُسل، وجميع أنواع الطهارات الأخرى.
مصادر الماء الطهور
قسّم العلماء المياه التي يجوز التطهر بها إلى قسمين رئيسيين:
الماء النازل من السماء: ويشمل ماء المطر، ماء الثلج، وماء البَرَد.
الماء النابع من الأرض: ويضم ماء البئر، ماء العين (الينبوع)، ماء النهر، وماء البحر.
ماء البحر: طهور بحد ذاته
في تأكيد على جواز التطهر بماء البحر، أشارت الدكتورة الخولي إلى حديث النبي ﷺ: "هو الطهور ماؤه، الحل ميتته". هذا الحديث يدل بوضوح على أن ماء البحر طاهر ويجوز استخدامه في الوضوء والاغتسال، شريطة ألا يكون قد تغير بسبب نجاسة. أما إذا تغير الماء بمادة طاهرة لا يمكن تجنبها، كأوراق الشجر، الطحالب، أو الغبار، فلا يمنع ذلك من استخدامه للطهارة. لكن إن تغير لونه أو طعمه أو رائحته بسبب شيء يمكن الاحتراز عنه أو بسبب نجاسة، فلا يجوز التطهر به.
حكم الماء المعالج والمضاف إليه مواد:
تطرقت الدكتورة الخولي أيضًا إلى حكم الماء الذي تتم معالجته كيميائيًا، مثل مياه الصرف الصحي المعالجة. أوضحت أنه إذا عادت هذه المياه إلى حالتها الأصلية، أي أصبحت بلا طعم أو لون أو رائحة، فإنه يجوز التطهر بها، لأنها بذلك تكون قد عادت إلى كونها "ماء مطلق".
أما بالنسبة للمياه التي تحتوي على نسبة من الكلور أو مكونات طبيعية كالسدر، فإنها جائزة للتطهر بها ما دام التغير الحاصل لم يخرجها عن مسمى "الماء" الأساسي. وأكدت أن هذا هو الرأي المعمول به في دار الإفتاء، ويتوافق مع مذهب الحنفية وبعض الحنابلة، الذي يجيز الوضوء والغُسل بهذا النوع من الماء، سواء للضرورة أو بشكل اعتيادي، طالما أن الأساس فيه هو الماء وليس المكون المضاف.
هل لديك استفسارات أخرى حول أحكام الطهارة أو مواضيع فقهية أخرى؟ قم بالتعليق اسفل المقال وسنقوم بالرد عليكم


0 تعليقات