اللجنة النقابية للعلوم الطبية التطبيقية بالقاهرة: صرخة قانونية لانتزاع حق مسلوب منذ سنوات
في خطوة تاريخية طال انتظارها، وثّقت الوقائع المصرية في العدد 118 تابع "و" الصادر بتاريخ 27 مايو 2025، تأسيس اللجنة النقابية المهنية العمالية للعلوم الطبية التطبيقية بمحافظة القاهرة. هذه الوثيقة الرسمية تمثل بارقة أمل حقيقية لآلاف الخريجين الذين ظلوا يعانون التهميش والنكران، رغم أنهم أحد أعمدة القطاع الصحي الحديث.
✅ تفاصيل التأسيس الرسمي للجنة النقابية
بتاريخ الإثنين 5 مايو 2025، حضر السيد إبراهيم عبد الله محمد عبد الله الشيخ بصفته رئيس اللجنة النقابية والممثل القانوني لها، إلى إدارة شؤون المنظمات النقابية – مديرية العمل بالقاهرة، لتسليم المستندات المطلوبة لإيداع وتوثيق اللجنة النقابية رسميًا، وهي كما يلي:
-
كشف بأسماء المؤسسين موضحًا الاسم الكامل، الرقم القومي، بيانات الميلاد والإقامة، والمهنة وجهة العمل، موقعًا من جميع الأعضاء.
-
النظام الأساسي للمنظمة النقابية موقّع من أعضاء مجلس الإدارة ومصدّق عليه من مكتب التوثيق المختص.
-
محضر انتخاب مجلس الإدارة واختيار ممثل هيئة المكتب لإجراءات الإيداع.
-
بيانات مجلس الإدارة بالكامل: الاسم، السن، الصناعة، العنوان، جهة العمل، الرقم القومي ورقم الهاتف.
-
صور بطاقات الرقم القومي سارية لأعضاء مجلس الإدارة.
-
أسطوانة مدمجة تحوي كافة البيانات السابق ذكرها في نسخ إلكترونية.
هذه الإجراءات تؤكد أن اللجنة لم تقم بشكل عشوائي أو شعبوي، بل باتباع كافة السبل القانونية والرسمية، وهو ما يدحض أي محاولة للتقليل من شرعيتها.
❗ مأساة متكررة: لماذا يُظلم خريجو العلوم الطبية في مصر؟
رغم هذا التقدم القانوني، يعاني خريجو العلوم الطبية التطبيقية من غياب الاعتراف المؤسسي بهم كنقابة مستقلة، فضلًا عن:
-
تجاهل توصيفهم الوظيفي من قبل وزارة الصحة.
-
عدم وجود كادر مالي عادل أسوة بباقي أعضاء المنظومة الصحية.
-
تهميش متعمد من النقابات الطبية القائمة، التي ترفض مشاركتهم رغم اختلاف التخصصات والأدوار.
🇸🇦 الخليج يُكرّمهم… ومصر تتجاهلهم!
في دول الخليج العربي، وعلى رأسها السعودية والإمارات:
-
يتم اعتماد خريجي العلوم الطبية التطبيقية في التصنيفات الصحية الرسمية.
-
يُمنحون الترخيص الكامل للعمل داخل المستشفيات والمراكز الطبية.
-
يتم الاعتراف بهم كممارسين صحيين مستقلين.
في المقابل، في مصر، لا يزال هؤلاء الخريجون يُعاملون وكأنهم فنيون درجة ثالثة، بلا كيان نقابي يحميهم أو هيكل وظيفي ينصفهم.
⚖️ نقابة الأطباء: موقف غير حيادي
المثير للجدل أن نقابة الأطباء اختارت الوقوف ضد هذه المطالب المشروعة، إذ وصفتها في بيانات رسمية بأنها "تعدٍّ على مهنة الطب"، رغم أن:
-
خريجي العلوم الطبية لا يطالبون بلقب "طبيب".
-
لا يمارسون مهام التشخيص أو وصف الدواء.
-
يعملون في مجال مكمل وليس منافسًا لمهنة الطب.
رفض النقابة فتح باب الحوار يكشف عن تمييز نقابي فجّ وموقف بعيد عن المهنية المفترضة.
📣 رسالة من الطلاب: "حقنا مش فضل من حد"
الطلاب المؤسسون للجنة يرفعون شعارًا واضحًا:
"مش طالبين لقب ولا امتيازات، إحنا طالبين اعتراف قانوني وتنظيم مهني يحمي مستقبلنا وكرامتنا".
لقد أثبتوا التزامهم بالقانون، وقدّموا أوراقًا كاملة، وناضلوا بصمت لسنوات، دون تخريب أو تعطيل، فقط بحثًا عن العدالة.
📌 خاتمة: آن أوان العدالة المهنية
آن الأوان أن يتم التعامل مع خريجي العلوم الطبية التطبيقية كشركاء حقيقيين في المنظومة الصحية، لا كأعداء أو منافسين. المطلوب:
-
الاعتراف الرسمي بلجنتهم النقابية.
-
إدماجهم في الهيكل الصحي بكامل صلاحياتهم ومهامهم.
-
إنهاء حالة الاستعلاء النقابي غير المبررة.
إذا لم تستيقظ وزارة الصحة والنقابات الآن للعمل في منظومة صحية ناجحة وفعالة لأجل ارضاء الاهواء فقط لا غير، فإنها تخسر كل يوم مئات الكفاءات التي تهاجر إلى الخارج أو تعتزل المهنة كليًا.
0 Comments